الاثنين، 29 فبراير 2016

من نوادر الفَـالُـوْذَجْ



(الفالُوذَج) بضم اللام وفتح الذال المعجمة: نوع من الحلوى تصنع من الدقيق والماء والعسل، وقيل يضاف إليها السمن والنشاء وتمزج بالثلج، عُرفت من بلاد فارس، واختُلِفَ في نطقها الفارسي فقيل (فالوذج وفالوذه وفالوده وبالوذه وبالوظه) إلا أن المشهور في تسميته هو (فالوذج)، وتعريبها في المعاجم العربية هو (فالوذ أو فالوذق) كما حكى الجوهري في الصحاح، وقلبت الجيم قافًا لأن الذال المعجمة لا تتقدم الجيم في كلام العرب. 

ويقال إنها لازالت موجودة وتقدم في إيران اليوم بشكل قريب من البوظة المثلجة بالفستق وهو ما يختلف عن ما وردنا عنها في الكتب والروايات والله أعلم. 

وقال الأصمعي إن أول من صنع الفالوذج في جزيرة العرب هو عبدالله بن جدعان، وكان من سادات وأشراف قريش، ويقال إنه وفد على كسرى وأكل لديه الفالوذج، فابتاع من عنده غلاماً يصنعه وقدم به مكة فصنع منه موائد عظيمة من الأبطح إلى باب الكعبة ثم نادى: من أراد أن يأكل الفالوذ فليحضر. 

.. .. .. .. .. 

من نوادر العرب مع الفالوذج 

- يحكى أن الرشيد اختلف مع زوجه زبيدة في (اللوزينج والفالوذج) أيهما أطيب؟ فمالت زبيدة إلى اللوزينج ومال الرشيد إلى الفالوذج فتخاطرا على مائة دينار واختارا القاضي أبا يوسف ليحكم لهما، فلما حضر المجلس وسمع الخلاف قال القاضي: يا أمير المؤمنين ما يُحكم على غائب وهو مذهب أبي حنيفة، فأحضرا له من كل نوع صحنا، وعلم أنه إن حكم للرشيد لم يأمن غضب زبيدة، وإن حكم لزبيدة لم يأمن غضب الرشيد، فطفق يأكل من هذا مرة ومن هذا مرة حتى انتصف فيهما، فقال له الرشيد: "إيه أبا يوسف" فقال: "يا أمير المؤمنين، والله ما رأيت خصمين أجدل منهما، كلما أردت أن أحكم لأحدهما أتى الآخر بحجته. فضحك الرشيد ورضي منه بحيلته. 

- وسمع الحسن البصري رجلا يعيب الفالوذج فقال هو لُباب البُرّ بلُعابِ النحلِ بخالصِ السَمْن، ما أظن مؤمنًا يعيبه، ثم قرأ قوله تعالى: "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق". 

- ويحكى أن رجلاً أقام وليمة، فحضرها أعرابي وجعل يأكل ولا يرفع رأسه، حتى حضره الفالوذج فرفع رأسه فنظر إلى شيخ معتزلٍ عن القوم فقال: ما بال شيخنا هذا لا يأكل؟ فقيل إنه صائم، فقال: وما أحوجه إلى الصوم؟ قال: طلب المغفرة والفوز بالجنة، فقال الأعرابي: فإذا نال الجنة أفتراه يطعم فيها أطيب من هذا الفالوذج؟. 

- وحضر أعرابي عند الحجاج وقدم الطعام فأكل الناس، ثم قدمت الحلوى، فترك الحجاج الأعرابي حتى أكل من الفالوذج لقمةً ثم قال: من أكل من هذا ضربت عنقه، فامتنع الناس كلهم وبقي الأعرابي ينظر إلى الحجاج مرةً وإلى الفالوذج أخرى، ثم قال: أيها الأمير، استوصِ بأولادي خيراً، ثم انطلق يضرب في الصحن فضحك الحجاج حتى استلقى. 

- وبعث رجل إلى مزيد المدني بفالوذج قليل الحلاوة فقال مزيد: ينبغي أن يكون هذا الفالوذ قد عُمل قبل أن يوحي ربك إلى النحل. 

- وقيل لرجل: ما تقول في الفالوذج؟ فقال: هو والله من طعام أهل الجنة، أفي الدنيا أحد يرجع إلى عقل ومعرفة ويسأل عن هذا؟ كل منه أبدًا حتى تموت. 

- وقيل لأبي الحارث: ما تقول في الفالوذج؟ فقال: وددت أن الموت والفالوذج اعتلجا في صدري إلى يوم القيامة! والله لو أن موسى لقي فرعون بفالوذج لآمن، ولكن لقيه بعصا. 

- وجلس أعرابي على مائدة سليمان بن عبد الملك فأتى بفالوذج فأخذ الأعرابي يأكل منه بشراهة. فقال سليمان: أتدري ما تأكل يا أعرابي؟ فقال بلى يا أمير المؤمنين، إني لأجد ريقاً هيناً ومزدرداً ليناً وأظنه الصراط المستقيم الذي ذكره الله في كتابه. 

- وقيل إن أحمد بن خالد وزير الخليفة العباسي المأمون قد ولّى رجلاً على مدينة لأنه أهدى إليه خواناً من الفالوذج.

الأحد، 28 فبراير 2016

ليلة (أوسكار السيريا A) في ديربي إيطاليا*


لن تكون كل الأعين على السجادة الحمراء هذه الليلة؛ فالدوري الإيطالي سيستضيف حفل أوسكار خاص به في ديربي إيطاليا الذي يجمع يوفنتوس بإنترميلان. 

الحفل سيقام في استاد تورينو، ومع أن الأداء الفردي لكل ممثل سيكون مهمًا، إلا أن جودة إنتاج الفريق ككل ومساندة طواقمه العاملة هي التي ستحسم النتيجة النهائية.

من كاليفورنيا إلى استاد يوفنتوس، ومن كوينتن تارانتينو إلى روبيرتو مانشيني، ومن ليوناردو دي كابريو إلى ماورو إيكاردي، إليكم قائمة المرشحين للمنافسة على كل جوائز الليلة:



جائزة أفضل سيناريو 


كلا المدربين ماسيمليانو أليغري وروبيرتو مانشيني يتطلعان بشوق للجائزة، وعندما نحاول المقارنة بين كتابة نصوص الأفلام وكرة القدم، فإنه يستحيل ألا نشير إلى تنظيم كل فريق.

يوفنتوس وإنتر طرفان ليسا ممتعين للمشاهد دائمًا؛ فهما لا يسمحان للخصوم -قدر استطاعتهما- بأخذ فرصتهم واللعب بأريحية أمامهما، ويستغلان الفرص المتاحة إلى الحد الأقصى.

هذا ما فعله البيانكونيري مثلاً أمام بايرن ميونيخ وسط الأسبوع الماضي؛ ترك الكرة تتهادى بين أقدام البافاريين قرابة الساعة، قبل أن تكون العودة العظيمة ليلتقط التعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما، كانت مقامرة كبيرة من أليغري لكنها آتت أُكُلها.

أما مانشيني، ففريقه استطاع النهوض من مستواه المتواضع وفترته البائسة التي لم تنتج سوى 9 نقاط من 9 مباريات خلت، عبر فوز مهم فنيًا ومصيريّ معنويًا أمام سامبدوريا بنتيجة 3-1 في الجولة الماضية.

فمن منهما سيحصل على جائزة أفضل فيلم؟ ماد ماكس (البوستر يتضمن صورتيّ أليغري وماروتا)، أم ذا ريفينانت (البوستر تتصدره صورة مانشيني).



جائزة أفضل ممثل رئيس 


مات دامون (في ذا مارشان) وليوناردو دي كابريو (في ذا ريفينانت) مرشحان قويان لهذه الجائزة في حفل الأوسكار السينمائي لهذه الليلة، ذات المعركة سيخوضها كل من الأرجنتينيين باولو ديبالا وماورو إيكاردي، جوهرة اليوفي هو هداف فريقه هذا الموسم بـ13 هدفًا، هذا مع الحمل الذي أثقل أكتافه بداية الموسم سواءً لحداثة انتقاله للسيدة العجوز، أو أهمية تغطيته خانة ابن جلدته كارلوس تيفيز، وهو ما فعله ديبالا بامتياز، بل زاد عليه بمستويات تبدو من كوكب آخر. 

أما بالنسبة لإيكاردي، فهو كمدربه، عائد للتألق بعد فترة مزعجة وفي توقيت مثالي للقمة؛ فخلال لقاء سامبدوريا الماضي سجل إيكاردي هدفه الـ11 في يوم ميلاده الـ23، وسيحاول أن يديم هذه اللحظات المبهجة الليلة في الديربي.



جائزة أفضل مؤثرات خاصة


هذه الجائزة محصورة بين العملاقين جانلويجي بوفون وسمير هندانوفيتش، كلا الحارسين الأمينين يقدمان موسمًا مذهلاً كالعادة في الذود عن شباكهم وإبقاء فرقهم منافسةً في مباريات عدة بامتداد الموسم.

السلوفيني بالأرقام يعد أحد أفضل حراس الدوري خصوصًا في معدل التصديات بالنسبة للتسديدات على مرماه، بينما قائد البيانكونيري لم يتلقّ هدفًا منذ 656 دقيقة في الدوري، وينوي تجاوز رقمه القياسي السابق 745 دقيقة دون استقبال أهداف، وليساعد اليوفي على اقتناص كلين شيت ثامن على التوالي.

في أوسكار الأفلام لا ينافس أحد فيلم (ستار وورز) في خانة المؤثرات الخاصة، سنرى الليلة أي من الحارسين (بوفون وهندانوفيتش) سيكون أشبه بشخصية المحارب (الجيداي) في الذود عن شباكه.



جائزة أفضل مخرج


لو أن الجائزة أقيمت الموسم الماضي لكان أندريا بيرلو مرشحًا قويًا لاقتناصها، وذلك لتسيده المطلق في وسط الميدان وقدرته الفائقة على ابتداء اللعب من العمق، لكنه رحل إلى الدوري الأميركي، والمزعج لأنصار اليوفي أن بديله (كلاوديو ماركيزيو) مصاب ولن يشارك في الحفل الليلة، وهذا يتركنا أمام المفاجأة هيرنانيس الذي قد يحل محله، خصوصًا بعد مشاركته المميزة ضد بايرن ميونيخ في المقتلة المذكورة آنفا.

أما في تشكيلة النيراتزوري، فالخيارات ليست مثالية أيضًا بالنظر للثقل المرميّ على كاهل المحدود غاري ميديل لربط خطوط الفريق، وبالنظر للقدرات الفردية والمهام الموكلة، يبدو البرازيلي أقرب لاقتناص الجائزة.



جائزة أفضل ممثل مساعد


مقابل كل شخصية رئيسة رائعة في كل فيلم، هناك ممثل مساعد لا يقل أهمية أو إبداعًا أو إكمالاً لدور زميله، خلال لقاء الديربي الليلة ستكون ترشيحات الجائزة مختارة من دكة البدلاء.

في اليوفي هناك خوان كوادرادو وألفارو موراتا اللذين يُتوقع أن يُزجّ بهما كبدلاء، سرعة الكولومبي ولعبه المباشر قد يُحدث الفارق في النصف الثاني من اللقاء، أما الإسباني فقد أثبت جودته غير مرة، كان آخرها أمام البايرن عندما صنع هدف عودة الروح والأمل للعجوز.

وبنفس هذه الصفات تقريبًا، هناك جوناثان بيابياني في الإنتر، الذي طالما استدعاه مانشيني ليكون حلاً بديلا، باعتباره المهاجم ذو الأسلوب والحلول المختلفة عن بقية زملائه في الفريق، أما ستيفان يوفيتيتش فيظل لغزًا محيرًا بعد أن كان نجمًا مطلع الموسم، فهل يمكنه أن يستعيد دوره وتألقه مثل (سيلفستر ستالون)، الذي نجح بامتياز عندما نجح في نقل تجربته من البطولة في (روكي) إلى النجاح كممثل مساعد في (كريد)؟. 


.................................................... 


* هذه المادة الجميلة المبتكرة نشرتها صحيفة لا غازيتا ديلّو سبورت الإيطالية في عدد اليوم، وقمت بترجمتها على عجالة، وكاتبها هو: سيباستيانو فيرناتزا.