(الفالُوذَج) بضم اللام وفتح الذال المعجمة: نوع من الحلوى تصنع من الدقيق والماء والعسل، وقيل يضاف إليها السمن والنشاء وتمزج بالثلج، عُرفت من بلاد فارس، واختُلِفَ في نطقها الفارسي فقيل (فالوذج وفالوذه وفالوده وبالوذه وبالوظه) إلا أن المشهور في تسميته هو (فالوذج)، وتعريبها في المعاجم العربية هو (فالوذ أو فالوذق) كما حكى الجوهري في الصحاح، وقلبت الجيم قافًا لأن الذال المعجمة لا تتقدم الجيم في كلام العرب.
ويقال إنها لازالت موجودة وتقدم في إيران اليوم بشكل قريب من البوظة المثلجة بالفستق وهو ما يختلف عن ما وردنا عنها في الكتب والروايات والله أعلم.
وقال الأصمعي إن أول من صنع الفالوذج في جزيرة العرب هو عبدالله بن جدعان، وكان من سادات وأشراف قريش، ويقال إنه وفد على كسرى وأكل لديه الفالوذج، فابتاع من عنده غلاماً يصنعه وقدم به مكة فصنع منه موائد عظيمة من الأبطح إلى باب الكعبة ثم نادى: من أراد أن يأكل الفالوذ فليحضر.
.. .. .. .. ..
من نوادر العرب مع الفالوذج
- يحكى أن الرشيد اختلف مع زوجه زبيدة في (اللوزينج والفالوذج) أيهما أطيب؟ فمالت زبيدة إلى اللوزينج ومال الرشيد إلى الفالوذج فتخاطرا على مائة دينار واختارا القاضي أبا يوسف ليحكم لهما، فلما حضر المجلس وسمع الخلاف قال القاضي: يا أمير المؤمنين ما يُحكم على غائب وهو مذهب أبي حنيفة، فأحضرا له من كل نوع صحنا، وعلم أنه إن حكم للرشيد لم يأمن غضب زبيدة، وإن حكم لزبيدة لم يأمن غضب الرشيد، فطفق يأكل من هذا مرة ومن هذا مرة حتى انتصف فيهما، فقال له الرشيد: "إيه أبا يوسف" فقال: "يا أمير المؤمنين، والله ما رأيت خصمين أجدل منهما، كلما أردت أن أحكم لأحدهما أتى الآخر بحجته. فضحك الرشيد ورضي منه بحيلته.
- وسمع الحسن البصري رجلا يعيب الفالوذج فقال هو لُباب البُرّ بلُعابِ النحلِ بخالصِ السَمْن، ما أظن مؤمنًا يعيبه، ثم قرأ قوله تعالى: "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق".
- ويحكى أن رجلاً أقام وليمة، فحضرها أعرابي وجعل يأكل ولا يرفع رأسه، حتى حضره الفالوذج فرفع رأسه فنظر إلى شيخ معتزلٍ عن القوم فقال: ما بال شيخنا هذا لا يأكل؟ فقيل إنه صائم، فقال: وما أحوجه إلى الصوم؟ قال: طلب المغفرة والفوز بالجنة، فقال الأعرابي: فإذا نال الجنة أفتراه يطعم فيها أطيب من هذا الفالوذج؟.
- وحضر أعرابي عند الحجاج وقدم الطعام فأكل الناس، ثم قدمت الحلوى، فترك الحجاج الأعرابي حتى أكل من الفالوذج لقمةً ثم قال: من أكل من هذا ضربت عنقه، فامتنع الناس كلهم وبقي الأعرابي ينظر إلى الحجاج مرةً وإلى الفالوذج أخرى، ثم قال: أيها الأمير، استوصِ بأولادي خيراً، ثم انطلق يضرب في الصحن فضحك الحجاج حتى استلقى.
- وبعث رجل إلى مزيد المدني بفالوذج قليل الحلاوة فقال مزيد: ينبغي أن يكون هذا الفالوذ قد عُمل قبل أن يوحي ربك إلى النحل.
- وقيل لرجل: ما تقول في الفالوذج؟ فقال: هو والله من طعام أهل الجنة، أفي الدنيا أحد يرجع إلى عقل ومعرفة ويسأل عن هذا؟ كل منه أبدًا حتى تموت.
- وقيل لأبي الحارث: ما تقول في الفالوذج؟ فقال: وددت أن الموت والفالوذج اعتلجا في صدري إلى يوم القيامة! والله لو أن موسى لقي فرعون بفالوذج لآمن، ولكن لقيه بعصا.
- وجلس أعرابي على مائدة سليمان بن عبد الملك فأتى بفالوذج فأخذ الأعرابي يأكل منه بشراهة. فقال سليمان: أتدري ما تأكل يا أعرابي؟ فقال بلى يا أمير المؤمنين، إني لأجد ريقاً هيناً ومزدرداً ليناً وأظنه الصراط المستقيم الذي ذكره الله في كتابه.
- وقيل إن أحمد بن خالد وزير الخليفة العباسي المأمون قد ولّى رجلاً على مدينة لأنه أهدى إليه خواناً من الفالوذج.
وكيف يُحَضَّر الفالوذج؟.
ردحذف